تحضير نص الفتوة والفروسية عند العرب نبذة عن كاتب النص
عمر بن إبراهيم الدسوقي ولد في مصر وتوفي في السعودية ، قضى حياته في
مصر ولبنان وليبيا والسعودية ، أنهى تعليمه قبل الجامعي، ثم التحق بمدرسة دار
العلوم وتخرج منها فى عام 2391 ،ثم سافر في بعثة إلى إنجلترا فى عام 2399 ،
التحق بجامعة لندن حتى حصل على بكالوريوس الشرف في اآلداب فى عام
.2391
نشأت الفتوة عند العرب نشأة طبيعية في الصحراء ، كما نشأت األزهار سفح
الجبال، فطبيعة الصحراء قد فرضت على العرب احوال خاصة، و غيرت فيهم
تقاليد ال يستطيعون االستغناء عنها او تغييرها ، صارت لهم على مر السنين
فطرة.
فهذه الطبيعة انعكست على نفس العربي قوة و صرامة ، ال يهاب الليل واليخاف
من السفر ، وتقوى عزيمته امام اى شيء.
حيث من صفات الشجاعة أن يكون الفتى قوي الجسم ، صبور.
من القيم التي افتخر بها الجاهليون الفروسية والشجاعة والقوة ، وقد حفلت
أشعارهم في كثير من األحيان بالتغني بهذه القيم وعن هذا يتحدث صاحب النص
نشأت الفتوة عند العرب نشأة بديهية نظرا للعوامل البيئية المساعدة على ظهورها
في طبع العربي ، فخشونتها وقسوتها انعكست على طباعه وجعلته يكتسب هذه
الصفات باإلضافة إلى عوامل أخرى ككثرة الحروب والنزاعات ، زيادة على
عوامل اجتماعية تتمثل في امتداح الرأي العام لهذا الخلق و اإلشادة به
شبه الكاتب نشأة الفروسية الطبيعية بنبات األزهار البرية في مجرى السيل ..أما
البيئة الصحراوية القاسية فقد وصفها بقوله : فضاء متسع رحيب ، بحر من الرمال
المختلفة األلوان ، جبال جرداء صخور صماء عاتية ، شمس قوية محرقة.....
وقد انعكست كل هذه المظاهر خشونة وجلدا وصرامة في شخصية العربي.
العبارات المقتبسة من القرآن الكريم : يرتد إليك البصر وهو حسير-تصب شآبيب
من شواظ يتلظى لهبا – ماء عذب وظل كريم –مسغبة وظمأ .
نمط النص سردي وصفي ومن أبرز خصائصه استعمال الفعل بصيغة الماضي
:نشأت ، انعكست ...
نشأت الفتوة عند العرب نشأة طبيعية في الصحراء الشاسعة ، كما تنبت األزهار
البرية العبقة الشذا في مجرى السيل على سفح الجبل، فالصحراء قد فرضت على
العرب أخالقا خاصة، و ألزمتهم بتقاليد ال يستطيعون عنها حوال، صارت لهم على
مر السنين جبلة و طبيعة و فطرة ، و صارت عنوانا لهم بين العالمين.
و ال عجب فالصحراء فضاء متسع رحيب، يمأل جوانب النفس خشية و رهبة ، و
بحر من الرمال المختلفة األلوان ال ساحل له، و جبال جرداء سامقة يرتد عنها
البصر و هو حسير، و صخور صماء عاتبة، وشمس قوية محرقة تصب شآبيب
من شواظ يتلظى لهبا، و ريح زفوف، وسيول متدفقة، وماء عذب، وظل كريم.
فهذه الطبيعة الخشنة قد انعكست على نفس العربي قوة و صرامة و جلدا ال يرهبها
،و ال تتضعضع نفسه أمام جبروتها ، ال يخشى الليل و رهبته وال يفزع من السفر
و قسوته ، وما هو إال أن يعزم على أمر فال يرده عن عزيمته شيء مهما عظم.
ولقد علمته هذه الطبيعة و الصبر و الجلد و الكفاح المر .....لقد أكسبته الصحراء
أخالقا فطرية عالية ، و الفطرة في اإلنسان هي الخير ....لقد خلعت الصحراء
بقوانينها الصارمة على العربي خلق الفتوة . و الفتوة مجموعة من الفضائل النفسية
صهرت في بوتقة الصحراء، حتى صارت حلية نادرة الحبات ، تحلى بها هؤالء
العرب منذ عرفهم التاريخ ... فامتزج بهذه الطبيعة و الصحراء امتزاجا تاما و
صار قلبه جلدا ال يرهب ، وال يفزع ، و صارت عنده مناعة ضد الضيم و التبلد ،
ألنه إن ك ّف عن السعي في سبيل الماء الذي هو قوام حياته هلك مسغبة و ظما.
لذلك عظمت قوى الكفاح في العربي ، كما عظمت ثمرات هذه القوى في نفسه ،
فصار من أصح أهل األرض بنية ،و أوفرهم قوة ، و أروعهم قامة ، و أبينهم
عافية ، و أكثرهم احتماال لمل ال يطاق من الشدائد و المشتقات ، وقد جعله هذا
الصبر الذي فرضته عليه الصحراء عدال لمئات من هؤالء الذين ظمأ ساعة ، أو
جوع يوم أو ضربة شمس تصيبهم بالهالك و تقضي عليهم.
و أول ما تتطلبه الشجاعة من صفات أن يكون الفتى قوي الجسم ، عظيم الصبر ،
شديد الجلد ، حتى لقد سئل أحد األعراب " كيف البدو فيكم ؟ " فقال . " نأكل
الشمس و نشرب الريح."
و لما كانت نفس العربي سليمة قوية تبعا لسالمة جوارحه ، و صحة حواسه ، و لم
تتعرض لما يفسد فطرتها كانت نفسا خيرة ، و الخير يأبى إال الظهور و الوضوح
و لذلك نرى الفتى العربي ينفر من الضغط على نفسه ، ألن الخير الذي فيه ال يقبله
، و بذلك يأبى الضميم ، ألن الضيم في أية صورة من صوره نوع من الضغط ، و
إباءه الضيم و نفوره من الذل جعله محبا للموت ، فخير له أن يموت شجاعا من أن
يعيش ذليال جبانا ، بال إرادة ، و عندما يأتي الموت ال يجد أمنية في الحياة إال قد
قضاها فال يأسى على شيء في الدنيا ، وال يحرص على البقاء ، و بهذا صار قويا
عزيزا.
إن بيع النفوس رخيصة في الميدان القتال دفاعا عن العرض أو ذودا عن الحرمات
هو أقصى ما تصل إليه النفس اإلنسانية في شجاعتها ، وهو أكبر دليل على إيمان
ثابت بمصير النفس و تكريمها... و لذلك كثرت حروبهم و تعددت أيامهم ، و في
الحروب مران على أعمال الفتوة ، و إظهار مزايا الشجعان و حسن بالئهم ، و لقد
كانوا يفرحون بالخطوب و الشدائد ففيها امتحان لشجاعتهم ، و بالء لمقدرتهم على
مقارعة الحوادث ، و صالحهم للبقاء و السيادة ، وتنويه بذكرهم بين قومهم و
سواهم ،و فيها عزة لهم و لقبيلتهم فيها بها األعداء، و ال يطمعون فيها . و في
الخطوب مغنم عاجل ، ومجد آجل ... كان الفتى العربي يقتحم الخطوب بقلب ثبت
، و شجاعة بالغة المدى ، واثقا من شجاعته و بأسه و دربته و حنكته في حميا
القتال ، إنه يبغي من اقتحامه المكاره الحمد و الصيت ، و البقاء في عزة و حرية.
و مما دعا إلى كثرة الشجعان بين العرب امتداح الرأي العام للشجاع القوي الذي
يلبي النداء زميعا إذا دعي للنجدة أو كانت قبيلته أو عشيرته أو حلفاؤه في محنة ،
و للرأي العام سلطان قوي يتأثر به الفرد و تتأثر به الجماعة : و العرب كانوا
يمتدحون الشجاع و يهزؤون بالجبان الهيابة الرعديد الذي يخيم الذود عن المحارم
، و ينكص على عقبيه في حومة الوغى.
تحضير نص الفتوة والفروسية عند العرب أكتشف معطيات النص
كيف نشأت الفتوة عند العرب ؟
*بم شبهها الكاتب ؟
*استخرج العبارات الدالة على تأثير البيئة و الطبيعة في طبع العربي
*حدد المالمح النفسية والجسمية للعربي من خالل النص.
ما المقصود بعبارة:" نأكل الشمس ونشرب الريح"
*لماذا يأبى العربي الضيم ؟
*ما معيار الشجاعة عند العرب حسب الكاتب ؟
*ما رأيك فيه ؟
*فيم كان العرب يمتحنون شجاعتهم ؟
*ما العوامل االجتماعية التي رسخت الشجاعة في طباع العربي؟
-1نشأت نشأة طبيعية في الصحراء الواسعة
-2شبهها باألزهار البرية العبقة الشذا التي تنبت في مجرى السيل على سفح
الجبل
" -3فالصحراء قد فرضت على العربي أخالقا خاصة ألزمتهم بتقاليد ال
يستطيعون عنها حوال"
"صارت عنوانا لهم بين العالمين"
"صارت لهم على مر السنين جبلة وطبيعة وفطرة"
-4المالمح النفسية:
القوة ،الصرامة ،عدم الخوف ،الصبر على قسوة السفر ، الكفاح ،الشجاعة